بقلم: سالي خليل


يُولد الناس أحرارًا حتى يأتيهم حبل المشنقة من على بُعد بضعٍ من السنتيمترات في يومٍ ونصف ليلة عاصفة، ليجد الإنسان نفسه يقدم على "العبودية"، والعبودية هنا تعني (عبودية الديون، والعمل القسري، إلى آخره….)، ليصبح هذا الحر إلى فرد أشبه بالعبد، مختزل الكرامة بسبب الضغط المُلزم عليه لتسديد الدين وإلى ما شابه من الأمر.

يُقدم الكثير من الناس على الانتحار بسبب هذا الضغط الذي ولدَّ من كمية انهيار عصبي ونفسي، وجزء كبير منهم لديه فوبيا أو الخوف من الطبيب النفسي، ويجد بعد ذلك الضغط بأنه وحيد، عاجزًا عن الحل بسبب الديون المتراكمة أو بسبب العمل القسري الذي صنعه (مُدير) بعد حصوله على منصب لاسيما في قوقعة العمل الأهلي الذي لا يوجد فيه (الضمان الاجتماعي للفرد)، فيشعر الأخير بالضخامة الصفراء، منعكس حرمانه القديم على العامل/ة الذي ليس لديه عمل آخر أو لديه ظرف ما، وبهذا سيعكس صورته الذهنية للمدير على انه بحاجة إلى العمل ولن يتركه ومن الضروري استغلاله وان كان تحت مجهر العبودية.

كم من شخص ترك العمل لنجاة كرامته؟ وكم من شخص انتحر بسبب المادة! وكم وكم وكم من الضغوطات و (المذلة) التي يعيشها الإنسان لأجل إطعام عائلته؟؟؟ هذه هي ذاكرة العبودية التي يعيشها عدد كبير من سكان هذا العالم، ولربما عدد منهم قد مروا بجانبنا في الطرقات، فرفقًا بهم.