كتب : صهيب المشهداني

صهيب المشهداني 

تعتبر بغداد، عاصمة العراق، من أقدم المدن في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 1,250 عامًا. تحمل هذه المدينة العريقة هوية فريدة من نوعها، تتجلى في تاريخها العريق وتراثها الثقافي والتاريخي والفني. ومع ذلك، فإن هذه الهوية الثقافية القيمة تواجه العديد من التحديات والتهديدات التي تهدد بتدمير ما تبقى منها. لذا، يجب على الحكومة العراقية أن تولي اهتمامًا كبيرًا للحفاظ على هوية بغداد التاريخية والبصرية والموسيقية والأثرية.

تاريخياً، تعتبر بغداد مركزًا حضريًا هامًا في العالم الإسلامي، حيث كانت عاصمة للدولة العباسية في العصور الوسطى. وقد شهدت المدينة تطورًا ثقافيًا وعلميًا هائلاً خلال هذه الفترة، حيث تم تأسيس العديد من المكتبات والمدارس والجامعات. ومن أبرز المعالم التاريخية في بغداد، يمكن ذكر القصر الملكي وجسر الكندي والمدينة القديمة والمسجد الكبير والمتحف الوطني والمدرسة المستنصرية. إن هذه المعالم الثقافية القيمة تعكس تاريخ المدينة وتعزز هويتها التاريخية.

من الناحية البصرية، تتميز بغداد بمعمارها الفريد والجميل، حيث تجمع بين العناصر العراقية التقليدية والتصاميم الحديثة. تتميز الأحياء القديمة في بغداد بشوارعها الضيقة والمتعرجة والمباني التقليدية المصنوعة من الطين والطوب. ومن الجانب الآخر، تحتضن الأحياء الحديثة في المدينة مباني ذات تصاميم حديثة ومرافق حديثة. يجب على الحكومة العراقية الاهتمام بالحفاظ على هذا التنوع المعماري والحفاظ على البنية التحتية للمدينة.

من الناحية الموسيقية، تعتبر بغداد مركزًا حضريًا حيث تزدهر الموسيقى والفنون. تعتبر الموسيقى التقليدية العراقية، مثل المقامات والموشحات والمواويل، جزءًا لا يتجزأ من الهوية الموسيقية للمدينة. ومع ذلك، فإن هذا التراث الموسيقي يواجه تحديات كبيرة، حيث يتم تهميشه في ظل الثقافة الشعبية الحديثة. يجب على الحكومة العراقية دعم الموسيقى التقليدية وتشجيع الفنانين المحليين للحفاظ على هذا التراث الموسيقي الثمين.


من الواضح أن هوية بغداد التاريخية والبصرية والموسيقية والأثرية تعد جزءًا لا يتجزأ من تراث العراق وثقافته. إن الحفاظ على هذه الهوية الثقافية القيمة يعتبر واجبًا وطنيًا وثقافيًا. يجب على الحكومة العراقية أن تولي اهتمامًا كبيرًا للحفاظ على هذه الهوية وتعزيزها من خلال توفير التمويل اللازم للمشاريع الثقافية والترميم والحفاظ على المعالم التاريخية والبنية التحتية. يجب أيضًا تشجيع المواطنين على المشاركة الفعالة في الحفاظ على هذه الهوية من خلال التعليم والتوعية والمشاركة في الأنشطة الثقافية.

باختصار، يجب على الحكومة العراقية أن تدرك أهمية هوية بغداد التاريخية والبصرية والموسيقية والأثرية وأن تعمل على حمايتها وتعزيزها. يجب توفير التمويل اللازم للمشاريع الثقافية والترميم والحفاظ على المعالم التاريخية وتشجيع المواطنين على المشاركة الفعالة في الحفاظ على هذه الهوية الثقافية القيمة. إن الاهتمام الحكومي بالهوية الثقافية لبغداد سيساهم في تعزيز السياحة الثقافية وتعزيز الوعي الثقافي للمواطنين وتعزيز الهوية الوطنية للعراق.