أكد رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بناء التحالفات المتعددة الأطراف يعد أمراً أساسياً بالنسبة لقطر.

وقال بن عبد الرحمن، في محاضرة ألقاها بالمعهد الدولي للدراسات "IISS" في سنغافورة، قبل أيام، ونشرتها وكالة الأنباء القطرية "قنا"، اليوم الأربعاء: "بالنسبة لقطر، ولكونها دولة صغيرة تقع في منطقة مضطربة، يعد بناء التحالفات المتعددة الأطراف أمراً أساسياً، ومن صميم سياستنا الخارجية".
وأشار إلى حرص بلاده "على الحفاظ على الأطر متعددة الأطراف وتمكينها"، لافتاً إلى أن قطر حافظت بشكل فعّال على التعاون مع الهيئات الإقليمية والدولية، وكانت وما زالت عضواً نشطاً في مختلف المبادرات الدولية.
وأضاف: "في العام الماضي وقعنا على وثيقة الانضمام إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا، لإنشاء منطقة آمنة ومستقرة ومستدامه".
وشدد المسؤول القطري على أن العلاقة مع رابطة أمم جنوب شرق آسيا "الآسيان" تمثل أهمية قصوى بالنسبة لقطر، مشدداً على حرص بلاده على مواصلة تعزيز علاقاتها بهذه الرابطة، ومع القارة الآسيوية عموماً.
وتابع: "غالباً ما أسأل كيف تمكنت قطر، كدولة صغيرة، من تحقيق التوازن بين اللاعبين الدوليين"، لافتاً إلى أن "قطر تؤمن بتداخل وترابط المجتمع الدولي، وهذه القناعة تمكننا من إقامة شراكة تجارية قوية مع الصين، مع الحفاظ على تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة".
وأوضح رئيس وزراء قطر: "الصراعات الجديدة والمواجهات الكبرى بين كتل القوى العظمى تعرّض النظام الدولي لخطر حقيقي، ولهذه التهديدات المترابطة تأثيرها على المليارات من الشعوب، ومنها الحرب في أوكرانيا التي هزت أسواق الطاقة العالمية، وأدت إلى انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، وعدم الاستقرار السياسي في أفريقيا، والصراعات المستمرة في الشرق الأوسط، الذي يفضي إلى تداعيات على سلسلة التوريد العالمية وعلى التجارة الدولية".
واستطرد قائلاً: "يمكن للصراعات العديدة التي نشهدها في كل المناطق أن تغري الدول الصغيرة بتبني القناعة والاعتقاد بأنه ليس لها دور تلعبه لمجرد صغر حجمها، ولكن الحقيقة على النقيض تماماً، ففي بعض الأحيان تكون الدول الصغيرة في وضع أفضل للعب دور حاسم في حل النزاعات".
وكان رئيس وزراء وزير خارجية قطر زار، في الـ24 من أغسطس الجاري، سنغافورة، ترأس خلالها وفد بلاده المشارك في الاجتماع الثامن للجنة العليا المشتركة بين البلدين.
كما أجرى مباحثات مع الرئيسة حليمة يعقوب، ورئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ، لبحث تطوير العلاقة بين البلدين، وفقاً لوكالة الأنباء القطرية "قنا".
وشهد رئيس الوزراء مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين، وألقى محاضرة هي الأولى ضمن سلسلة "محاضرات رافلز" التي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "IISS".