كتب الصحافي علي رياح في جريدة الصباح:

تَدخل مباراتنا المرتقبة مع الشمشون الكوري بعد غد الخميس في إطار الافتتاحيات الصعبة التي ستترك أثرا عاجلا وكذلك طويل الأجل خلال رحلتنا في جولة الحسم من التصفيات.. التطمينات المتباعدة والشحيحة التي أرسلها المدرب ديك أدفوكات تدخل في هذا السياق، فالرجل لم يزجّ نفسه حتى الآن في حديث الجوانب الفنية، إذ اختار الصمت في أغلب الأحيان سواء في إطار التعليق على معسكري إسبانيا وتركيا، أو في ما يتعلق برؤيته لمواجهة كوريا خصوصا أن الرجل جرّب العمل مع الكوريين، لكن سجله لم يكن عامرا بالنجاحات الكبرى، هو على الأقل يفهم (النفسية) الكورية وهذه نقطة ينبغي أن تؤخذ في الحسبان!  

التفصيلات الأخرى جرى حذفها من مفكرة أدفوكات وهو يرى كل هذا الزخم من التساؤلات التي طرحها العراقيون، وفي رأيي أن الرجل كان قد عقد العزم على العمل من دون النظر إلى رغبات وطروحات وانتقادات وكذلك إشادات لا يفهمها لأنه – ببساطة – لا يتقن اللغة العربية أو اللهجة العراقية!  
لهذا ينتظر من أدفوكات أن تكون إطلالته الأولى على جانب من التوقعات والحقائق حين يظهر في المؤتمر الصحفي الرسمي الذي سيسبق المباراة، وسيشهد غيابا إعلاميا عراقيا مشهودا ، ولست أدري إن كان هذا خللا إعلاميا لا يصحّ، أم أنها ميزة تحسب لنا ولفريقنا ولمدربنا بالمجمل ، بعد أن كنا شهدنا (تخبيصا) إعلاميا عجيبا في الكثير من المؤتمرات الصحفية التي سبقه إليها سلفه كاتانيتش وممن سبقوه أيضا!  

هل يحمل أدفوكات رؤية مناسبة - أو على الأصح - ناضجة عن منتخبنا قبل المواجهة العسيرة مع كوريا؟ لا بدّ من الإجابة بنعم ، ولكنه بالمقابل لا يملك رؤية متكاملة عمّا يمكن أن يقدمه اللاعبون الذين سيزجّ بهم في الميدان ، فهذا هو الاختبار الرسمي الأول له ، كما أنها بالقطع المباراة الأولى التي ستقام على مستوى المنتخبات في عهده!  
من هنا تتأتى الصعوبة في المباراة الاستهلالية، ومن هنا سنتوقع أن يواجه منتخبنا لحظات ومنعطفات محرجة في مواجهة سيحرص الكوريون على حسمها بكل السبل المتاحة، فيما سيكون في إمكاننا التأكد من عقلانية وواقعية أدفوكات في إدارة المباراة ومواجهة الزخم الكوري وهو يبدأ مع واحد من أهم أقطاب القارة الآسيوية، من دون أن نجهّز له تهمة بالتخاذل أو الجبن، ومن دون أن نشهر في وجهه على الفور وبمجرد أن تنتهي المباراة سيفا بتارا يرفضه ونحن عند أول محطة من أصل عشر محطات!  
في الجانب الآخر، سيواجه الكوريون ضغط الحصول على الفوز الذي يحيط بحساباتهم وهم يلعبون على أرضهم، ولن استغرب إذا رأيت ميلا هجوميا لدى الكوريين منذ البدء بحثا عن هدف مبكر وهو ما ينبغي على لاعبينا تفاديه ، مع التشديد على أن كل فرصة ستتاح لنا ستكون لها قيمتها وهذا ما يجب أن يكون شعارا للاعبينا ، وذلك بحكم شكل المباراة وطبيعتها والنمط الذي سيكون عليه المنتخب الكوري!  

بالتوفيق لمنتخبنا ولمدربنا.. منطق الكرة يقول إنها مباراة أكثر من صعبة.. وفي المنطق نفسه علينا أن نقف إلى جانب منتخبنا مهما كانت الأطوار التي ستأخذها المباراة، فنحن لن نكون في مواجهة كمبوديا أو هونغ كونغ.. والتحفيز النفسي سيلعب دوره الكبير هنا حتى لا يجد منتخبنا نفسه مكشوفا حتى من الغطاء المعنوي وهذه مهمتنا جميعا ونحن نضع قدما أولى في درب التصفيات الحاسمة!