خاص – القرطاس نيوز
يقترب موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في 10 تشرين الاول/ اكتوبر المقبل 2021، بينما تزداد التوقعات بشأن النتائج والصراع المحتدم بين التحالفات الابرز المتمثلة بتقدم بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وعزم برئاسة خميس الخنجر، والاحزاب الاخرى المنضوية تحت اجنحتها التي تمثل المحافظات السنية.

وفي وسط هذا التنافس، يقارن أهالي مدن غرب العراق واقع حياتهم الذي يزداد ترديا منذ سنوات نتيجة حرب التنظيمات الارهابية، بمحافظات الانبار وديالى وصلاح الدين وكركوك والموصل، مع تصاعد الحملة الشرسة بين التحالفات المتنافسة على الانتخابات البرلمانية.

وعانت مدن غرب العراق منذ عام 2003 من حملة تدمير وتهميش سياسي، وهجرت أكثر من مليون أسرة من ديارها أثناء المعارك التي شهدتها تلك المدن، كما فشلت الحكومات المتعاقبة في توفير ظروف ملائمة لعودة الغالبية من تلك الأسر بعد سنوات من القضاء على تنظيم داعش.

ومن المقرر أن يشارك في الانتخابات 110 أحزاب سياسية و22 تحالفا انتخابيا، تتنافس فيه ثلاثة تحالفات رئيسية في المناطق السنية، فضلا عن تنافس ذات التحالفات على رئاسة البرلمان وفق المحاصصة السياسية بكون المنصب للمكون السني، ورئاسة الحكومة للمكون الشيعي، وذهاب رئاسة الجمهورية للمكون الكردي.

وبصدد الحديث عن تفاصيل التحالفات وتوقعاتها، فهناك ما يؤشر بقوة ونتيجة للتحركات والبرامج الانتخابية، فوز حزب تقدم  بزعامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وهو تحالف يشارك لأول مرة تحت هذا الاسم ويضم التحالف كلا من: حزب التقدم بزعامة الحلبوسي، والخيار العربي برئاسة النائب السباق عبدالكريم عبطان.

وتقول مصادر قيادية في تقدم، لـ "القرطاس نيوز"، انها تتوقع الحصول على 6مقاعد بمحافظة كركوك، في الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في العاشر من تشرين الأول المقبل، حيث يشارك بخمسة أعضاء، ثلاثة منهم بدائرة قضاء الحويجة، وهم مرشحين رجال وأخرى امرأة، ولدائرة مركز كركوك مرشح واحد، ومرشحة.

ويتميز تحالف تقدم، بزعامة رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي بان لديه نفوذ داخل المدن الشمالية في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وجزء من ديالى وكركوك وبغداد، وهو اكبر نفوذا من تحالف عزم برئاسة الخنجر.

ومع هذه المنافسة الشرسة بين التحالفين ومسألة النفوذ المتباينة في المحافظات، فان امكانية التحالف مستقبلا بعد نتائج الانتخابات، ليست بالبعيدة لتحقيق التحالف الاكبر للمكون السني والدخول بقوة للبرلمان المقبل.

اما عن تحالف عزم، الذي يترأسه السياسي ورجل الاعمال خميس الخنجر، فهو يعد ايضا من اكبر التحالفات السنية في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى والموصل وبغداد، ويضم التحالف الذي يشارك في الانتخابات للمرة الأولى كل من: (المشروع العربي برئاسة الخنجر المقرب من القوى الشيعية، وحزب الوفاء برئاسة وزير الكهرباء الأسبق قاسم الفهداوي، وحزب الحل برئاسة جمال الكربولي، والكتلة العراقية الحرة برئاسة وزير البيئة السابق والنائب الحالي قتيبة الجبوري، وحزب المسار المدني برئاسة النائب مثنى السامرائي.

كما يجمع تحالف “عزم"، كل من ( التجمع المدني للإصلاح بزعامة رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، وحزب التصدي برئاسة وزير الدفاع السابق والنائب الحالي خالد العبيدي).

وتشير توقعات قادة تحالف عزم، في تصريحات لـ "القرطاس نيوز" الى ان حصيلة المقاعد التي سيحصدها عزم ستكون عدداً مريحاً جداً فيما يتعلق بالمحافظات التي سيشارك بها .

وبناءً على التوقعات في الدوائر الانتخابية التي تتنافس فيها القوى السنية (في محافظات بغداد والأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك)، فإن تحالف تقدم  قد يحصل على نحو 23 مقعداً، مقابل 19 مقعداً لتحالف "عزم، وقد يبدو ذلك متناسباً مع ثقل 15 حزباً سنياً انضوت ضمن التحالفَين لحصد أكثر من ثلثي المقاعد المتوقعة للسنة، والتي تقارب الـ 60 مقعداً، تزيد أو تنقص عن ذلك بقليل.

وعلى الرغم من تراجع حظوظ حزب "متحدون" بسبب اقتحام ساحته، أي محافظة نينوى، من قبل التحالفين الرئيسيَن، إلا أن لديه فرصة لنيل 6 مقاعد، مقابل 4 مقاعد للمشروع الوطني العراقي بزعامة جمال الضاري، و3 مقاعد لتحالف العقد الوطني الذي دخل فيه الحزب الإسلامي العراقي وزعامات عشائرية سنية، والعدد نفسه من المقاعد للجماهير الوطنية بزعامة أحمد عبدالله الجبوري (أبو مازن).

ويبرز التحالف الثالث في المحافظات الشمالية والغربية، تحت مسمى المشروع الوطني للإنقاذ، برئاسة أسامة النجيفي، وكذلك تحالف المشروع الوطني العراقي بزعامة جمال الضاري.

وبالرغم من الصراع المحتدم بين التحالفات الانتخابية السنية، سيما بين تحالفَي تقدم وعزم، فإن سيناريو اندماج هذه التحالفات ضمن تكتل نيابي واحد بعد الانتخابات هو الأقرب إلى الحدوث لأن أياًّ من التحالفين الرئيسيَن لن يكون قادراً على جمع المقاعد اللازمة للتفاوض مع الشريكَين الآخرين (الشيعة والكرد) اللذين سيعانيان أيضاً من صعوبة تشكيل تحالفات ممثِّلة للمكونين. 

وحتى لو جُمعت مقاعد "تقدم" و"عزم" المتوقعة فإنها ستتجاوز الـ 40 مقعداً بقليل، ما يعني أنها ستبقى بحاجة إلى التحالف مع ثلاث أو أربع قوى أخرى فائزة لتجمع مابين 50 و55 مقعداً تمثل رصيداً للسُّنة للحصول على رئاسة مجلس النواب والوزارات والمناصب المخصصة لهم، ما يعني أن التكتل السياسي الواسع سيكون أمراً شبه حتمي على الأطراف السنية.