كتبت داني كرشي في القرطاس نيوز :

وجه الناخبون في العراق صفعة لحلفاء إيران في الانتخابات النيابية، وأكدوا أن لا صوت يعلو فوق صوت الشعب. 
الفائز الأكبر في هذه الانتخابات هو رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. نجاح الصدر أتى بعدما رسم لنفسه صورة المعارض الشرس لكل الميليشيات المسلحة، ولكل تدخل خارجي بشؤون العراقيين، أمام الشعب الذي كان يعاني من الفقر والحرمان.. والترهيب. 
وقد وسًعت كتلة الصدر، قاعدة تمثيلها النيابي إلى 73 مقعدا صعودا، بعدما ما كانت تقتصر على 54 مقعدا في البرلمان السابق.
ولكن، المفاجأة الكبرى، كانت بانهيار تحالف الفتح، الذي يضم فصائل مرتبطة بجماعات مسلحة موالية لطهران، بحيث انخفض تمثيلها النيابي إلى 14 مقعدا بعدما كانت حاصلة على 48 مقعدا سابقا.
 أما الضربة الكبرى، للولائيين، كانت بحصول الكتلة السنية الموحدة على المرتبة الثانية، وهو ما قد يمنح السنة أكبر قدر من النفوذ تتحصل عليه منذ سقوط صدام حسين. 
واللافت هذه المرة، هو سقوط الأحزاب القديمة أمام مجموعات جديدة من الإصلاحيين الذين شنوا حملات على النخبة الحاكمة. إذ، نالت مجموعة مستقلة يرأسها صيدلاني عشرة مقاعد.
وعلى الرغم من الانتصار البارز، لصوت الشعب العراقي، إلا أنه لا يزال هناك مرحلة صعبة أمامهم، وتحديدا أمام البرلمان الجديد، للتخلص من قبضة النفوذ الإيراني الهائل. 
فلا يمكن التغاضي، عن نجاح رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، حليف إيران الأبرز، بحيث حصد فريقه على المركز الثالث بحصوله على 37 مقعدا.
ومن هنا، ترى المعلومات إلى أن " وجود إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيراني في بغداد لحظة إعلان النتائج الأولية، يدل على أن طهران لن تستلم لهذه النتائح". 
وفي حديثها لـ"الشفافية نيوز"، تشير إلى أن " مهمة قاآني كانت تقتضي بالبحث عن وسيلة لاحتفاظ طهران بسلطتها داخل العراق، عن طريق التحالفات الموالية لها". 
وما يثير الذعر، بحسب المعلومات، هو تنفيذ الفصائل الموالية لإيران تهديداتها باللجوء إلى سيناريو العنف، خصوصا إذا استشعرت خطرا على وجودها في قلب العراق. 
إذ، تشير المصادر إلى أن " المنافسة بين رجل الدين الأقوى مقتدى الصدر، والموالين لإيران، بقيادة المالكي، ستأخذ منحى عنيفا جدا". 
وتتابع: إيران لن تقبل بخسارتها. ولن تقبل بتخليها عن منافذ القوة السياسية التي حصلت عليها خلال السنوات الماضية داخل المؤسسات والوزارات والرئاسات. 
 ولربما، خسارة الفتح لم تكُ سوى لعبة إيرانية لحصر قوتها، داخل كتلة المالكي، وفق المعلومات، وذلك لتعزيز جبهتها تحت سقف واحد. فالمالكي كان قد منح تسهيلات مالية لايران لتخفيف العقوبات عنها خلال تولّيه رئاسة مجلس الوزراء. كما استطاع النجاح بانتزاع المدن الجنوبية وأحياء بغداد من أتباع الصدر حينها. 
وتختم: إذا، يتطلب على البرلمان اختيار وزرائه بشفافية ودقة، والتيقّظ لأي خطوة قد تنفذها لإيران، وترسيخ مبدأ النأي بالنفس، لكي تتمكن من إنقاذ الشعب العراقي من مخالب الإيرانيين.