خاص - القرطاس نيوز

بعد ساعات قليلة من اعلان حسم النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية العراقية، بدأت تحركات جادة من قبل الاحزاب الخاسرة لاشعال الشارع بجماهيرها للتعبير عن رفض النتائج والتشكيك بتزويرها من قبل اطراف اخرى.

وخرجت جموع من أنصار الاحزاب الاسلامية التي تمثل تحالف الفتح ودولة القانون والحكمة والنصر والفضيلة والنهج والوطني والعقد الوطني وحركة حقوق، حيث قامت بحرق الاطارات في الشارع بعدة محافظات.

وتواصل الحكومة والقوات الامنية التزام الصمت ازاء مايحصل من اثارة للشغب وقطع الطرق في شوارع بغداد والمحافظات، فيما تتواصل دعوات الزعامات السياسية للتهدئة وعدم تهديد السلم الامني للخطر.

وفي سياق ذلك، وصل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى العاصمة بغداد قادما من النجف لغرض لقاء بعض القيادات السياسية، للتحاور حول الاحداث الجارية.

وتداولت بعض وسائل الاعلام العراقية، انباء عن نية الصدر لقاء زعيم تحالف الفتح هادي العامري، على خلفية الاحداث ونتائج الانتخابات.

فيما تقول مصادر سياسية مطلعة، لـموقعنا، انه لا صحة لأي لقاء بين الصدر والعامري خلال زيارة الاول الى العاصمة بغداد منذ 24 ساعة ولن يحصل ذلك وفق تأكيدات من داخل الكتلة الصدرية الفائزة بالانتخابات.
وتضيف المصادر، ان  العامري رفض اتصالات الصدر وبرقياته الشفهية له التي طلب فيها اللقاء، كما لم يستقبل وسيطه.

واشارت المصادر ان هادي العامري ابلغ وسيط الصدر، بانه لن يرضى بإعادة معادلة الفتح - سائرون ابداً التي جرت في عام 2018 لتشكيل حكومة عادل عبد المهدي الذي اطاحت به احتجاجات تشرين واجبرته على تقديم استقالته بعد خطبة المرجعية الدينية في كربلاء.
يتجه التحالف الممثل للحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران، نحو تسجيل خسارة مدوية في الانتخابات التشريعية مع فقدانه ثلث عدد نوابه، ما يؤشر الى تخلّي ناخبيه عنه بسبب رفضهم لسلطة السلاح ومطالبتهم بتعافٍ اقتصادي سريع بحسب تقرير أعدته "فرانس برس".

وبعدما كان القوة الثانية في البرلمان السابق مع 48 مقعداً، حاز تحالف الفتح، الحليف القوي لطهران، نحو 15 مقعداً فقط في انتخابات العاشر من أكتوبر، بحسب النتائج الأولية.

وندّد قياديون في التحالف بـ"تزوير" في العملية الانتخابية، وتوعدوا بالطعن بها، فيما يتوقع أن تنشر النتائج النهائية خلال الأسبوع الجاري.

ويرى خبراء أن هذه النتيجة المحرجة لتحالف الفتح والحشد الشعبي الذي دخل البرلمان للمرة الأولى في العام 2018 مدفوعاً بالانتصارات التي حققها الى جانب القوات العسكرية الحكومية ضد تنظيم داعش، تفسّر بإخفاقه في تلبية تطلعات ناخبيه.
وكانت وكالة رويترز قالت في تحليل نشرته، الأربعاء الماضي، إنه لا تزال هناك مؤشرات على استمرار النفوذ الكبير لطهران في العراق بعد أن حقق رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي "وهو صديق لطهران، مكاسب مفاجئة كبيرة، بحلوله ثالثا في ترتيب الفائزين" مع نحو 37 مقعدا مقابل 24 فقط في الدورة السابقة.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي غربي قوله إن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، كان في بغداد وقت إعلان النتائج الأولية، ولا يزال يبحث عن طريقة لإبقاء حلفاء طهران في السلطة.
ورفعت أحزاب شيعية مساء السبت النبرة، متهمةً في بيان المفوضية الانتخابية بأنها "لم تصحّح انتهاكاتها الجسيمة" التي ارتكبت خلال عملية عدّ وفرز الأصوات، واتهمتها بإفشال العملية الانتخابية. 

وحذرت تلك الأحزاب في الوقت نفسه من "الانعكاسات السلبية" لذلك "على العملية الديموقراطية" في البلاد.

في الوقت نفسه، اتهمت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية التي تضمّ فصائل موالية لإيران بعضها منضو في الحشد، في بيان الأحد، "أيادي أجنبيّة بالتلاعب في نتائج الانتخابات" وبـ"تزويرها بإشراف حكوميّ".

وأظهرت النتائج الأولية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات الاثنين الماضي أن التيار الذي يقوده مقتدى الصدر هو أكبر فائز في الانتخابات بحصوله على أكثر من 70 مقعدا في البرلمان من أصل 329.
في المقابل، حصد تحالف الفتح الذي يتزعمه رئيس منظمة بدر هادي العامري على نحو 20 مقعدا، وهو عدد قليل مقارنة بالانتخابات الماضية التي حل فيها ثانيا بـ 48 نائبا في برلمان 2018.