ندد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، الاثنين، بالخطوات التي اتخذتها القوات السودانية، معلنا تجميد واشنطن للمساعدات المقدمة للسودان لدعم الانتقال الديمقراطي. 

وقال برايس: "في ضوء التطورات الأخيرة، الولايات المتحدة ستجمد مساعدات بقيمة 700 مليون دولار في الدعم الطارئ للاقتصاد السوداني"، مشيرا في إفادة صحفية إلى أنه لم يتم تحويل أي جزء من هذا المبلغ بعد إلى السودان. 

وأكد أنه "لن نتردد في محاسبة أولئك الذين ينخرطون في أعمال العنف والانحراف بالسودان عن مسار الديمقراطية"، مضيفا أن "ما حدث في السودان ليلة أمس هو استيلاء عسكري على السلطة".

وأكد برايس إدانة الولايات المتحدة لسلسلة الاعتقالات التي نفذها الجيش السوداني بحق مسؤولين في الحكومة الانتقالية، ، في الساعات الأولى من صباح الاثنين، مطالبا "المسؤولين العسكريين السودانيين بالإفراج عن جميع المسؤولين المدنيين المحتجزين فورا".

وشن الجيش السوداني سلسلة من الاعتقالات طالت مسؤولين في الحكومة الانتقالية للبلاد. 

وأعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي كان يرأس مجلس السيادة، في كلمة نقلها التلفزيون السوداني، أن الجيش "اتخذ الخطوات التي تحفظ أهداف ثورة ديسمبر 2018" التي أطاحت بنظام عمر البشير، متحدثا عن "تصحيح الثورة".

وأشار برايس إلى أن "اعتقال مسؤولي الحكومة المدنية، من بينهم رئيس الحكومة حمدوك، يقوض انتقال السودان إلى الحكم المدني الديمقراطي". مضيفا "نحن نراقب الأوضاع في السودان عن كثب وما قام به الجيش يتعارض مع الإعلان الدستوري". 

وقال إن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تحث "على إعادة الحكومة التي يقودها المدنيون إلى عملها فورا، فهي تمثل تطلعات الشعب السوداني، بدليل خروج مظاهرات سلمية واسعة لدعمها في 21 أكتوبر".

وأكد برايس أن الإدارة الأميركية "تقر وجود اختلافات بشأن سرعة التحول (الديمقراطي) لكن تجاهل رئيس مجلس السيادة (عبد الفتاح) البرهان لمسؤولي الحكومة وحل المؤسسات الحكومية ينتهك الإعلان الدستوري للسودان ويستبعد التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني". 

وشدد على أن "العنف من جانب النظام في السودان شيء ندينه بأشد العبارات ولا يجب على السلطات اللجوء إليه"، مضيفا أن "الجيش السوداني مسؤول عن سلامة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وباقي المسؤولين المدنيين المعتقلين". 

وأكد برايس أن "التزام واشنطن الإنساني تجاه الشعب السوداني لن يتغير". 

وأضاف "حاولنا التقريب بين مكونات الحكم في السودان وتعزيز المسار الانتقالي هناك".

وأوضح أن المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، غادر السودان، بعد لقائه مسؤولين في الحكومة الانتقالية بالخرطوم، الأحد، "لكنه ما زال في المنطقة وتمت إحاطة الوزير بلينكن بما حدث ليلة أمس".

وعقب انتشار أنباء الاعتقالات خرجت مظاهرات واسعة تندد ما وصفته مؤسسات مدنية بـ "الانقلاب". 

وتضمنت الخطوات التي أعلن عنها البرهان، الاثنين، حل المؤسسات الانتقالية بما فيها المجلس الانتقالي والحكومة التي يرأسها حمدوك.

وكانت وزارة الإعلام السودانية قالت إن "قوة من الجيش اعتقلت رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ونقلته الى مكان مجهول"، "بعد رفضه تأييد الانقلاب"، مؤكدة أن "قوى عسكرية" اعتقلت "أغلب أعضاء مجلس الوزراء والمدنيين من أعضاء مجلس السيادة".