عبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف، في بيان، الأربعاء، عن "رفضه التام جملة وتفصيلا لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، والتي تعكس فهما قاصرا وقراءة سطحية للأحداث في اليمن".

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي ضجت بمقابلة تحدث فيها قرداحي ضمن برنامج تلفزيوني عما وصفه "اعتداء السعودية والإمارات على اليمن"، وأن الحوثيين "هم في موقع المقاومة والدفاع عن النفس".
بالمقابل، رفض قرداحي مطالبته بالاستقالة وقال خلال مشاركته في اجتماع المجلس الوطني للإعلام إنه "لا يجوز أن يكون هناك من يملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة أو عدمه".
وتابع قرداحي: "عندما يطالبني أحد الوزراء بالاستقالة أقول أنني جزء من حكومة متكاملة، ولا يمكنني اتخاذ قرار وحدي على الرغم من أنني لست طامحا وراء المناصب وأضع مصلحة لبنان فوق كل المصالح".
واستنكر الحجرف "تعرض الوزير اللبناني للسعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية والإمارات خلال حديثه، متهما إياهم بالاعتداء على اليمن، في الوقت الذي يعمل التحالف العربي لدعم الشرعية على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح قبل الانقلاب الحوثي على الشرعية في سبتمبر 2014".
وطالب الأمين العام وزير الإعلام اللبناني "بالرجوع إلى الحقائق التاريخية، وقراءة تسلسلها، ليتضح له حجم الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية".
وأكد استنكاره "لدفاع وزير الإعلام اللبناني عن جماعة الحوثي الانقلابية، في الوقت الذي يتجاهل فيه تعنت الحوثي ضد كل الجهود الدولية الرامية لإنهاء الازمة اليمنية، وفي الوقت الذي تستهدف جماعة الحوثي السعودية بالصواريخ والمسيرات، وتستهدف أبناء الشعب اليمني الأعزل، وتمنع وصول المساعدات الإغاثية للمناطق المنكوبة".
وطالب الحجرف قرداحي "بعدم قلب الحقائق"، كما طالبه "بالاعتذار عما صدر منه من تصريحات مرفوضة"، مؤكدا أن "على الدولة اللبنانية أن توضح موقفها تجاه تلك التصريحات".
من جهته، قال قرداحي: "الحلقة التي أثارت الجدل أخيرا تم تصويرها قبل تعييني وزيرا بأسابيع"، مشيرا إلى أن "مواقفي في تلك الحلقة تجاه سوريا وفلسطين والخليج العربي هي آراء شخصية ولا تلزم الحكومة، وبما أنني وزير في الحكومة أنا ألتزم سياستها".
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عبر عن رفضه لتصريحات قرداحي، حول السعودية وحرب اليمن. وأعلن ميقاتي، بحسب بيان صادر عن مكتبه، "تمسك لبنان بروابط الأخوة مع الدول العربية الشقيقة والمحددة بشكل واضح في البيان الوزاري للحكومة التي ينطق باسمها ويعبر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة".
وكانت الخارجية اللبنانية عبرت، الأربعاء، عن رفضها لتصريحات قرداحي أيضا.
وذكرت أنها دانت مرارا وتكرارا "الهجمات الإرهابية" التي استهدفت السعودية، مشيرة إلى أنها ما زالت على موقفها في المدافعة عن أمن وسلامة أشقائها الخليجيين الذين تكن لهم كل محبة واحترام وتقدير، وتنأى عن التدخل في سياساتهم الداخلية والخارجية.