جاء في الحرة:

حذّر رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، الأربعاء، من أن اختبار الصين لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت "مقلق للغاية" و "قريب جدا" من "لحظة سبوتنيك" التي أطلقت سباق الفضاء خلال الحرب الباردة.

وقال في حديث لبرنامج على قناة "بلومبيرغ" إن اختبار بكين لنظام سلاح تفوق سرعته سرعة الصوت "أمر مقلق للغاية".

ثم تابع "لا أعرف ما إذا كانت لحظة سبوتنيك حقا، لكنني أعتقد أنها قريبة جدا من ذلك، يجب أن يحظى هذا بكل اهتمامنا ".

تعليق ميلي يعد أهم  تصريح لمسؤول أميركي حول التقارير التي تفيد بأن الجيش الصيني أجرى اختبارين للأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت خلال الصيف، وفق "بلومبيرغ"، بما في ذلك إطلاق سلاح في الفضاء يفوق سرعته سرعة الصوت، يكون قادرا على حمل أسلحة نووية. 

بلومبيرغ، ذكرت أن المقارنة التي أجراها ميلي تظهر "عمق القلق بشأن عمل بكين على الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت".

وكانت صحيفة فاينانشيال تايمز، نشرت معلومات عن تلك الاختبارات، نقلا عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم.
ويمكن لبكين الآن، وفق موقع "بلومبيرغ" استخدام هذه التقنية، لإرسال رؤوس حربية نووية فوق القطب الجنوبي وحول الأنظمة الأميركية المضادة للصواريخ في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. 

ويتم تعريف الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت، عادة، على أنها أسلحة سريعة وذات تحليق منخفض، وذات قدرة عالية على المناورة، مصممة لتكون مرنة، مقارنة بأنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية.

وقارن ميلي، الإعلان عن اختبار الأسلحة الصينية هاته، مع الإعلان عن القمر الصناعي، سبوتنيك، لعام 1957، والذي منح الاتحاد السوفييتي تقدما مبكرا في سباق الفضاء.

مخاوف
ووفق موقع "أكسيوس" فإن التعليقات التي أدلى بها من وصفه بـ"أكبر جنرال أميركي بالزي الرسمي" في إشارة إلى ميلي، "تؤكد على جدية مخاوف الولايات المتحدة" بشأن التوسع العسكري السريع للصين وتطوير الأسلحة المتقدمة.

بينما نقل الموقع ذاته عن خبراء الأسلحة قولهم إن مقارنات "سبوتنيك" غير مناسبة، مشيرين إلى أن التكنولوجيا التي استخدمتها الصين شبيهة بما طورته الولايات المتحدة من قبل، مع برنامج مكوك الفضاء في السبعينيات.

وقال جوشوا بولاك، خبير الانتشار النووي في معهد ميدلبري للدراسات الدولية: "النقطة المهمة بشأن سبوتنيك هي أن السوفييت ضربوا بقوة، لقد وضعوا أول قمر صناعي فجأة". 

لكن وتيرة تقدم الصين بالموازاة مع عدوانها العسكري تجاه تايوان، والتوسع في صوامع الصواريخ النووية، والتوترات الجيوسياسية الأوسع مع الولايات المتحدة، كانت كافية لإثارة مخاوف من "حرب باردة جديدة" بمعنى أن الصواريخ الجديدة لم تكن مفاجئة للمجتمع الدولي.

"ضرورة الرد"
يرى تقرير لشبكة أخبار "سي أن أن" أنه إذا استولت الصين على إحدى جزر تايوان، فلن يكون أمام الولايات المتحدة سوى القليل من الخيارات للرد من دون المخاطرة بتصعيد كبير وحرب بين القوى العظمى.

ووفق تقرير صادر عن مركز الأمن الأميركي الجديد، تحاول الصين استخدام القوة العسكرية للسيطرة على جزيرة "دونغشا" المرجانية الصغيرة، في بحر الصين الجنوبي، بين تايوان وهونغ كونغ، حيث يتمركز حوالي 500 جندي تايواني.

وقد يكون هذا النوع من العدوان المحدود، مقدمة للاستيلاء على جزر أخرى بالقرب من تايوان أو غزو صريح للجزيرة المحكومة ديمقراطيا، حيث تسعى بكين لاختبار عزم واشنطن على الدفاع عن حليفتها تايوان.


التقرير قال إنه لم يكن لدى الولايات المتحدة طريقة موثوقة لإجبار الصين على إعادة الجزيرة إلى سيطرة تايبيه.

ولفت إلى أن العقوبات الاقتصادية استغرقت وقتا طويلا لإحداث آثار وبدت أضعف من أن تؤثر على صنع القرار في الصين، في حين أن أي عمل عسكري يخاطر بالتصعيد إلى الحرب، وهو ما تريد الولايات المتحدة وتايوان تجنبه.

وشدد التقرير على الحاجة إلى نهج متعدد الأطراف، واقترح أن تعمل الولايات المتحدة وتايوان واليابان وغيرها لردع الصين عن الاستيلاء على الجزيرة في المقام الأول.

وكتب مؤلفا التقرير: "يجب أن تبدأ الولايات المتحدة وتايوان التنسيق اليوم لبناء رادع ذي مصداقية ضد العدوان الصيني المحدود أو الإكراه تجاه تايوان". 

التزام أميركي تجاه تايوان
وكثفت بكين ضغوطها العسكرية على الجزيرة في الأسابيع الأخيرة، وتوقع وزير الدفاع التايواني في وقت سابق من هذا الشهر، أنه بحلول عام 2025، ستكون الصين قادرة على شن غزو "واسع النطاق" لتايوان.

في الأسبوع الماضي، صرح الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن تايوان.

ولدى سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستحمي تايوان إذا هاجمت الصين، قال بايدن إنها ستفعل ذلك، وقال "نعم ، لدينا التزام للقيام بذلك".