في أوروبا وآسيا، أعادت بلدان كثيرة لفتح مطاراتها ورحبت بالسياح، لكن الشوارع لا تزال خالية، والسبب ليس أوميكرون لوحده، وإنما أيضا لغياب السياح الصينيين، الذين وصفتهم صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بـ"متصدري الإنفاق" مقارنة ببقية السياح من مختلف دول العالم.

ويمكن لمس تأثيرات غياب السياح الصينيين في كل مكان اعتادوا على السياحة فيه، من جزيرة جيجو في كوريا الجنوبية وإلى بانكوك وبالي وحتى باريس وروما.

كجزء من جهودها الحفاظ على معدل إصابات صفري أو قريب من الصفر، أعلنت الصين أن الرحلات الدولية ستبقى عند 2.2 في المئة من مستويات ما قبل كوفيد خلال فصل الشتاء، بحسب الصحيفة، ومنذ أغسطس الماضي توقفت البلاد بالكامل تقريبا عن إصدار جوازات سفر جديدة، وفرضت حجرا صحيا لمدة 14 يوما على جميع الوافدين إليها، كما تتطلب العودة إلى الصين "جبالا من الأوراق واختبارات Covid-19 المتعددة".

وأنفق السياح الصينيون ما يقرب من 260 مليار دولار في عام 2019، متجاوزين إنفاق جميع الجنسيات الأخرى، ويعني غيابهم المطول أنه من غير المرجح أن تعود عائدات السفر إلى مستوياتها الاعتيادية قريبا.

ويقول محللون إن الأمر قد يستغرق عامين قبل إعادة فتح الصين بالكامل، فيما يؤثر الانكماش بشكل خاص على شمال وجنوب شرق آسيا.

وبالنسبة للأماكن التي كانت تلبي احتياجات السياح الصينيين الذين يسافرون في مجموعات، كانت الخسارة صارخة بشكل خاص.

في جزيرة جيجو، التي تحظى بشعبية بين الزوار الصينيين لأنهم يستطيعون الدخول بدون تأشيرات، انخفض عدد السياح القادمين من الصين بأكثر من 90 في المائة من مليون سائح في 2019 إلى 100 ألف في 2020 وإلى 5 آلاف حتى سبتمبر من هذا العام.

وفيما يعد الزوار الصينيون أقل شيوعا في أوروبا، لكنهم برزوا مؤخرا كسوق متزايدة الأهمية في السنوات الأخيرة.

وقال، بول ليهارن، المشرف على متحف شيرلوك هولمز فى لندن إن نحو نصف الزوار الذين كان يبلغ عددهم 1000 شخص يوميا، كانوا من الصين، وفي هذه الأيام قلت الأعداد إلى نحو عشرة بالمئة.