قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، أمس الاثنين، إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها «فعلوا الكثير» لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.

وأضاف أثناء حديثه عن أمن الطاقة في قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة في معرض إكسبو 2020 في دبي: «نعتقد أننا في أوبك+ فعلنا الكثير لتحقيق الاستقرار».
أوضح الأمير أن الأمر يرجع للولايات المتحدة فيما إذا كانت ستسحب المزيد من الإمدادات من احتياطياتها النفطية الاستراتيجية أم لا.
كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قد قالت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إنها ستسحب نحو 50 مليون برميل من احتياطياتها بالتعاون مع دول مستهلكة أخرى، مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية، لمواجهة ارتفاع تكلفة الوقود.
وقال الوزير السعودي للصحافيين في دبي رداً على سؤال حول ما إذا كان من الممكن أن تضخ الولايات المتحدة المزيد من النفط من احتياطياتها نظراً لارتفاع الأسعار: «هذا أمر يخص الحكومة الأميركية».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر قولها إن الصين تعتزم السحب من مخزوناتها النفطية قرب عطلة رأس السنة القمرية التي تبدأ يوم 31 يناير (كانون الثاني) وتستمر حتى السادس من فبراير (شباط) في إطار خطة منسقة مع الولايات المتحدة ومستهلكين كبار آخرين للحد من ارتفاع الأسعار العالمية.
وارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، وبلغت العقود الآجلة لمزيج برنت أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات إذ يراهن المستثمرون على أن الإمدادات ستظل محدودة بسبب ضغوط على الإنتاج لدى منتجين كبار في حين لم يتأثر الطلب العالمي بانتشار المتحور أوميكرون الجديد من فيروس كورونا.
وزادت العقود الآجلة لمزيج برنت 40 سنتا أي بنسبة 0.5 في المائة إلى 86.46 دولار للبرميل بحلول الساعة 0641 بتوقيت غرينتش. وفي وقت سابق من الجلسة سجلت العقود 86.71 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) 2018، كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 58 سنتا أو 0.7 في المائة إلى 84.40 دولار للبرميل بعد أن بلغت 84.78 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياتها منذ 10 نوفمبر 2021.
تأتي المكاسب في أعقاب ارتفاع الأسبوع الماضي صعد فيه خام برنت بأكثر من 5 في المائة وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 6 في المائة.
وقال متعاملون إن الإقبال الشديد على شراء النفط المدفوع بنقص الإمدادات وإشارات على أن المتحور أوميكرون لم يؤثر على الطلب كما كان يُخشى، دفع أسعار بعض أنواع الخام إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات فيما يشير إلى أن ارتفاع سعر برنت قد يستمر لفترة أطول.
وتنفذ مجموعة أوبك بلس، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وحلفاء من المنتجين الآخرين، تراجعاً تدريجياً عن تخفيضات الإنتاج التي طبقت عندما انهار الطلب في 2020، لكن العديد من صغار المنتجين لا يمكنهم زيادة الإمدادات ويشعر آخرون بالقلق من ضخ المزيد في حال حدوث انتكاسة جديدة في جائحة كوفيد - 19.
وأبدى مسؤولون أميركيون يوم الجمعة قلقهم من أن تكون روسيا تحضر لمهاجمة أوكرانيا إذا فشلت المساعي الدبلوماسية. وأصدرت روسيا، التي تحشد قوات قوامها نحو مائة ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، صورا لتحرك قواتها.
وقال مسؤولان أميركيان ومصدران من قطاع الطاقة لـ«رويترز» يوم الجمعة إن الحكومة الأميركية أجرت محادثات مع عدة شركات طاقة دولية بشأن خطط طوارئ لتوريد الغاز الطبيعي لأوروبا في حال عطل صراع بين روسيا وأوكرانيا الإمدادات الروسية.
ومن ناحية أخرى، هبطت مخزونات الخام الأميركية بأكثر من المتوقع إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر 2018 لكن مخزونات البنزين ارتفعت مع ضعف الطلب وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.