خاص- القرطاس نيوز

بينما يستمر العراق في تصنيفه بين اكثر بلدان العالم عرضة للتغيرات المناخية، تواصل التحذيرات فاعليتها من العواصف الترابية الشديدة التي اصبحت ضيفا دائما في اراضيه. 

واجتاحت عاصفة ترابية شديدة الاسبوع الماضي، 12 محافظة عراقية، استمرت نحو 17 ساعة، مما تسبب بانخفاض مستوى الرؤيا وشلل شبه تام لحركة الحياة والمارة في البلاد.

وتجتاح البلاد موجة من العواصف الترابية اشتدت حدتها منذ شهرين مما تسببت بأكثر من 12 حالة وفاة وإصابة 5 ألاف شخص بحالات اختناق، فضلًا عن تعطيل حركة الملاحة الجوية والبحرية لساعات.

ويعزو مراقبون مختصون ارتفاع حدة الموجات الرملية إلى اتساع التصحر جراء موجة الجفاف التي تعيشها البلاد، نتيجة انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات، فضلًا عن التغيرات المناخية العالمية التي يشهدها العالم، ويصنف العراق ضمن الخمسة دول الأكثر تأثرًا.

من جهته يقول الراصد الجوي نائل العلي، انه من المتوقع ان تتشكل عاصفة غبارية عند الأراضي السورية مساء غد الأحد نتيجة لتقدم كتلة هوائية باردة تصطدم بكتلة هوائية دافئة جدا  تنتج عنها حالة عدم استقرار ورياح هابطة في الأراضي السورية ينتج عنها عاصفة غبارية جدارية تتحرك نحو الأراضي العراقية مع ساعات الاثنين الأولى.

واضاف العلي في حديث لموقعنا ان العاصفة الغبارية ستدخل فجر الاثنين نحو المناطق الوسطى والشمالية والفرات الأوسط ومناطق الجنوب خلال الصباح، مبينا انها ستكون كثيفة في مناطق الوسط والفرات الأوسط وأقل كثافة في الجنوب وبالاخص الأجزاء الشرقية.

وتابع الراصد، انه سيكون تأثيرها على الشمال أيضا من خفيفة إلى متوسطة الكثافة وبالاخص مناطق جنوب الموصل وكركوك والسليمانية واربيل  وتأثيرها قليل على دهوك، موضحا انه يرافق العاصفة رياح تتراوح سرعتها مابين 40  إلى 50 كم ب الساعة والهبات تتجاوز 70 كم ب الساعة.

واشار الى ان العاصفة الجديدة ستعتبر مقاربة للعاصفة الغبارية السابقة ماعدا سرعة الرياح هنا أقوى، مبينا ان قوتها يوم الاثنين وتأثيرها اقل يوم الثلاثاء وحسب التحديثات .

ودعا العلي الى الالتزام بعدم الخروج الا بعد لبس الكمام لحماية الجهاز التنفسي من مخاطر الاتربة، مشيرا الى ان أصحاب مرضى الربو والقصبات وأمراض الحساسية الموسمية والجيوب الانفية ومرضى القلب والشرايين يجب عليهم عدم الخروج نهائيا.


وفي وقت سابق من الشهر الجاري، تسببت عاصفة ترابية اجتاحت البلاد في مقتل شخص وإصابة خمسة آلاف آخرين تم نقلهم إلى مستشفيات للعلاج من الاختناق.


وتقلّص مدى الرؤية إلى 300 متر فقط في مطار بغداد، ما اضطر السلطات إلى إغلاق المجال الجوي وتعليق الرحلات، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية التي قالت إن المطارات في النجف والسليمانية أُغلقت أيضا اليوم.


وأمرت السلطات العراقية في سبع من إجمالي 18 محافظة بإغلاق المكاتب الحكومية حيث باتت الحركة متعذرة بسبب العاصفة الترابية الشديدة التي ضربت البلاد.

وأغلقت المدارس في أنحاء العراق أبوابها، كما أرجئت امتحانات الفصل الدراسي الثاني إلى يوم غد الثلاثاء سواء في المدارس أو الجامعات.

لكن هذه المرة تدعو الاوساط الشعبية الحكومة الى عدم تكرار التخبط السابق باعلان العطلة صباح العاصفة ما سبب ارباكا في دوام المدارس والموظفين الذين تفاجئوا بالعطلة، فيما دعا عدد من الراصدين الجويين لاعلان العطلة مبكرا لتجنيب المواطنين خطر الاصابة بالاختناق. 

بالمقابل، يوضح مدير إعلام الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، عامر الجابري، تفاصيل عن العاصفة الترابية وموعد انطلاقها وتلاشيها بالعراق، مبينا في تصريح لموقعنا ان الحالة الجوية المتوقعة ليوم غد الاحد، تأثر البلاد بالمرتفع الجوي القادم من شرق البحر المتوسط والذي سوف يؤدي الى انخفاض في درجات الحرارة من 4-5 درجات، وسوف يبدأ تأثيره من بعد ظهر بعد غد الاثنين، ابتداءً من الاقسام الغربية للبلاد.

واكد الجابري، أن المرتفع الجوي سوف يسهم بتصاعد الغبار وبعض العواصف الترابية ويشتد تأثيره يوم الاثنين المقبل على جميع مناطق البلاد خاصة المنطقة الغربية والمنطقة الوسطى مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة ويكون مصحوباً برياح شمالية غربية. 

ولفت إلى أن سرعة الرياح سوف تتحول من 30-40 كيلو متر في الساعة و من المتوقع ان  تصل الى 50 كيلو متر في الساعة والتي سوف تسبب تصاعداً كثيفاً للغبار ويتحول الى عواصف ترابية شديدة وقوية جداً، مؤكدا، أن جميع العواصف هي تقريباً متقاربة وتشبه العواصف الماضية ولكن هذه العاصفة الجديدة المقبلة سوف تكون شديدة وقوية جداً بسبب سرعة الرياح ومن المتوقع ان تنعدم الرؤية يوم الاثنين الى اقل من 200 درجة. 

وتابع، أن التقارير الاستباقية لهيئة الانواء الجوية تصدر قبل قبل 48 ساعة من الحدث و ذلك لأخذ الحيطة والحذر من قبل المواطنين ومؤسسات الدولة بما فيها الامانة العامة لمجلس الوزراء وباقي الوزارات الاخرى.

ولفت الجابري، الى ان صباح يوم الثلاثاء سوف يزول  الغبار تدريجياً ولكن ننصح الجميع بأخذ الحيطة والحذر وخاصة سائقي المركبات على الطرق الخارجية للحفاظ على سلامتهم. 


وتهب العواصف الترابية على منطقة الشرق الأوسط بشكل اعتيادي، لكن وتيرة هذه العواصف زادت وتكثفت خلال السنوات الأخيرة، حيث تفاقمت هذه المشكلة في ظل عوامل تتعلق بالجفاف وعدم التشجير والتصحّر.

وحذرت السلطات البيئية في العراق الشهر الماضي من أن البلاد قد تواجه 272 يوما مغبرًّا في السنة على مدى العقدين المقبلين، وبالرغم ما حبت به الطبيعة العراق من ثروات نفطية ومائية، فقد بات مصنفا كأحد خمس دول هي الأكثر عرضة للخطر جرّاء التأثر بتغير المناخ والتصحر.