خاص - القرطاس نيوز

شارفت المهلة التي اطلقها زعيم التيار الصدري للاطراف السياسية من اجل تشكيل حكومة اغلبية على الانتهاء، حيث يرافق ذلك تقارب كردي لافت لحسم ترشيح رئيس الجمهورية بعد اشهر طويلة من الانغلاق بين الطرفين. 

ومنذ منتصف ايار الحالي سكتت كل المبادرات والمقترحات لحل الازمة المستعصية منذ أكثر من 7 أشهر، باستثناء تحرك محدود لـ المستقلين، وانباء عن مبادرة كردية وشيكة.

والمبادرة الاخيرة التي يفترض ان يقدمها رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، يبدو انها تنتظر اتفاقاً مبدئياً بين الحزبين الكرديين الرئيسين، تبدو الاكثر واقعية لفك الانسداد السياسي، رغم عدم الكشف عن بنودها حتى الان.

وشكلت زيارة رئيس إقليم كردستان نجيرفان بارزاني إلى محافظة السليمانية والتصريحات التي أدلى بها إيذانا بصفحة جديدة في العلاقة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، بعد أشهر طويلة من التجاذبات ألقت بظلالها على العملية السياسية في العراق وعلى الوضع داخل الإقليم.

واعلن بارزاني التوصل إلى أرضية مشتركة مع الاتحاد الوطني الكردستاني لإنهاء الانسداد السياسي في الإقليم والعراق، في خطوة سارعت قوى من الإطار التنسيقي إلى مباركتها. 

وأجرى بارزاني لقاءات مع قيادات في الصف الأول للقوى السياسية الكردية من بينها قيادات في حركة التغيير والاتحاد الإسلامي الكردستاني، واتسمت تلك اللقاءات بالكثير من الإيجابية.

من جهته، يقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفاء محمد، ان الحزبين الكرديين يتجهان لايجاد حلول للملفات العالقة بينهما، مبينا ان اجتماع السليمانية كان مثمرا للتوصل لنتائج مرضية للطرفين. 

واكد محمد، في تصريح لموقعنا، ان الحزب الديمقراطي بادر لحل الازمة السياسية والاتفاق حول مسألة رئاسة الجمهورية، مشيرا الى ان الاتحاد الوطني ابدى ترحيبه بالحوار. 

واشار الى ان الايام المقبلة ستشهد اجتماعات للمكتبين السياسيين للحزبين ويتم التمخض في التفاصيل الدقيقة للوصول الى صيغة اتفاق، مبينا ان هناك تفاؤل كبير لحل الانسداد السياسي انطلاقا من البيت الكردي ثم الى الشيعي. 

وكانت العلاقة بين الحزب الديمقراطي الذي يقوده مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني قد شهدت خلال الأشهر الماضية الكثير من التجاذبات، بسبب إصرار الحزب الديمقراطي على الاستفراد بالقرار الكردي، وإقصاء شريكه في السلطة الاتحاد الوطني عبر سحب رئاسة الجمهورية منه، مستغلا في ذلك ما حققه من نتائج خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في العراق في العاشر من أكتوبر الماضي، وأيضا دعم حليفيه الشيعي التيار الصدري والسني ائتلاف السيادة.

بالمقابل، يرى عضو ائتلاف دولة القانون كاظم الحيدري، ان الاطار الشيعي يستطيع جمع نصف + واحد في البرلمان وتشكيل الحكومة، مبينا ان حل البرلمان ليس بالامر السهل ولا يمكن طرحه من اي طرف. 

واضاف الحيدري في تصريح لموقعنا ان التيار الصدري يشترط تفكك الاطار الشيعي لتشكيل الحكومة، موضحا ان الاطار الشيعي لا يمكن ان يقبل بتفككه. 

وبين القيادي في دولة القانون، ان الاطار غير ملزم بقبول شروط التيار التي طالب بها بالتفكك، لافتا الى وجود  نوع من الحلحلة للخلافات داخل البيت الشيعي ربما تشهدها الفترة المقبلة .

واكد ان  هناك تشدد في المواقف ونعول على توافق البيتين الكردي والسني، مضيفا ان الساعات المقبلة ستشهد اعلان ترطيب الاجواء بين الاكراد والاتفاق بين الحزبين .

وقال الحيدري انه اذا اتفق الاكراد فانهم يريدون حسم عدد من الملفات التي تخصهم منها سياسية واقتصادية، لافتا الى ان الاغلبية اصبحت من الماضي والحكومة المقبلة توافقية. 

واوضح ان من رفع شعار الاغلبية السياسية هو دولة القانون، مؤكدا ان المرجعية الدينية لن تسمح بحدوث اي قتال شيعي داخلي. 

وعمد الحزب الديمقراطي بداية إلى ترشيح وزير الخارجية والمالية الأسبق هوشيار زيباري لمنصب رئاسة الجمهورية، قبل أن يتراجع عن ذلك بعد صدور قرار قضائي بعدم إمكانية ترشح الأخير للمنصب أو أي مناصب عليا أخرى في ظل تهم فساد تلاحقه.

وفي موقف لا يخلو من إصرار على الحصول على غايته، عمد زعيم الحزب إلى الدفع بمرشح آخر هو وزير داخلية الإقليم ريبر أحمد. لكن حسابات الحزب الديمقراطي وزعيمه سقطت أمام ضعف إدارة التيار الصدري للعملية السياسية، والقوة التي أظهرها الطرف المنافس أي الإطار التنسيقي الذي عمل خلال الفترة الماضية على زيادة الضغط على الصدر وحشره في زاوية ضيقة.

ويرى مراقبون أن تصريحات رئيس إقليم كردستان حول التوصل إلى أرضية مشتركة لحل الانسداد السياسي تعني موافقة الحزب الديمقراطي على دعم مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية مع الاتحاد الوطني، والمرجح أن يكون الرئيس برهم صالح.

وكان الاتحاد الوطني قد رشح صالح لولاية جديدة، مشددا في أكثر من مناسبة على أنه لن يعود عن هذا الترشيح، معيدا التذكير باتفاق ضمني مع الحزب الديمقراطي لاختيار رئيس للعراق من صفوفه.

وأبدت قوى في الإطار التنسيقي ترحيبها بالتطورات الإيجابية داخل البيت الكردي، وقال القيادي في حركة عصائب أهل الحق نعيم العبودي في تغريدة على تويتر “نرحب بالتقارب والحوار بين الحزبين الكرديّين، كما نتمنى أن يصلا إلى وحدة قرار، بناء على أولويّة مصلحة البلد، وبما ينعكس إيجابا على العملية السياسية”.

 وأضاف العبودي في تغريدته أن “الحوار واللقاء من شأنهما أن يذلّلا الصعوبات ويقوّيا اللحمة بين أبناء الوطن الواحد”.