قال مسؤول إيراني، يوم الاثنين، إن بلاده قدمت طلباً للانضمام إلى مجموعة الاقتصادات الناشئة المعروفة باسم «بريكس». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن عضوية إيران في مجموعة «بريكس»، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، «ستحقق قيمة مضافة للجانبين».

وبشكل منفصل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الأرجنتين تقدمت أيضاً بطلب للانضمام إلى المجموعة. ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين أرجنتينيين للتعليق. وكان الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فيرنانديز، الذي يزور أوروبا حالياً، قد أكد في الآونة الأخيرة رغبته في انضمام بلاده إلى مجموعة «بريكس».
وتسعى روسيا منذ فترة طويلة لإقامة علاقات أوثق مع آسيا وأميركا الجنوبية والشرق الأوسط، لكنها كثفت جهودها في الآونة الأخيرة لمواجهة العقوبات عليها التي فرضتها أوروبا والولايات المتحدة وغيرها من الدول، بسبب غزوها أوكرانيا.
يأتي ذلك؛ في إطار صراع واسع النطاق بين روسيا والغرب؛ إذ تسعى «مجموعة السبع» إلى ضم الهند وجنوب أفريقيا (وهما من دول «بريكس»)، إضافة إلى السنغال، إلى معسكرها... وهي بلدان امتنعت عن التصويت على قرار للأمم المتحدة يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ووقعت الدول الثلاث، الاثنين، على إعلان «مجموعة السبع» بشأن القيم الديمقراطية؛ والذي يتعهد خصوصاً «احترام سلامة أراضي وسيادة الدول الأخرى» ويعارض «التهديد أو استخدام القوة». وأكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، في نهاية المحادثات: «لدينا وجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا؛ وكلنا نعرف ذلك، ولهذا السبب من المهم أن نتحدث عنها معاً وأن نتبادل وجهات نظرنا».
في الوقت نفسه؛ يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استمالة هذه الدول بعد أن دعا في 22 يونيو (حزيران) الحالي إلى تعزيز دور مجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) مع بلدان في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
كما أن روسيا في صدد «إعادة توجيه تدفقاتها التجارية واتصالاتها الاقتصادية الخارجية بشكل نشط نحو شركاء دوليين موثوق بهم وقبل كل شيء نحو بلدان (بريكس)»، كما أكد بوتين، مستشهداً على سبيل المثال بـ«المحادثات المتعلقة بفتح سلسلة متاجر هندية في روسيا».
وتسعى الهند على وجه الخصوص إلى توازن صعب بين علاقاتها مع الغرب وروسيا، التي تزودها بجزء كبير من حاجاتها من الأسلحة والطاقة على خلفية المنافسة مع بكين.
كما تحتل إندونيسيا مكانة خاصة برئاستها هذا العام «مجموعة العشرين».
ومن المقرر أن يزور الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، أوكرانيا وروسيا قريباً. كما سيستضيف قمة «مجموعة العشرين» في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل التي دعي إليها بوتين. وتعرضت البلاد لضغوط كبرى من الغرب؛ وفي مقدمته الولايات المتحدة، لاستبعاد روسيا بسبب غزو أوكرانيا... لكن جاكرتا قاومت بحجة أن موقعها بصفتها مضيفاً يتطلب منها أن تبقى «على الحياد»، وفقاً لجوكو ويدودو الذي وجه دعوة أيضاً إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
في نهاية المطاف؛ قبل الغربيون بالأمر الواقع، وأن مشاركة الرئيس بوتين لن تؤثر على مشاركتهم في القمة، كما أكدت الاثنين رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين وشولتس، واستبعدا فكرة المقاطعة. وقالت فون دير لايين إن «(مجموعة العشرين) مهمة للغاية بالنسبة إلى الدول الناشئة أكثر من أن نسمح لبوتين بنسفها». وإذا توجه رؤساء الدول الغربية إلى بالي، فسيكون ذلك أول لقاء لهم بحضور الرئيس الروسي منذ غزو موسكو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي.