خاص- القرطاس نيوز

يشهد العراق أزمة سياسية غير مسبوقة بتاريخه السياسي الحديث، الأمر الذي لفت انتباه دول العالم اجمع وعادت التصريحات التي تتحدث عن تفكك العراق وتحويله إلى اقاليم او انفصال اجزاء منه.
وبعدم قدرة الكتل الشيعية على حل خلافاتها وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة والاوضاع الاقتصادية والخدمية المتردية في محافظات جنوبي العراق، جاء تصريحات غربية تكشف عن سيناريوهات قد تكون واقعية اكثر من السابق وهي انفصال اقليم كردستان عن العراق.
ويقول المفكر الفرنسي وعراب استفتاء انفصال اقليم كردستان عن العراق في 2017 برنار هنري ليفي، إن"العراق بلد فاشل ولا شيء يتطور فيه سوى إقليم كردستان الذي يريد الوقوف على قدميه والمضي إلى الأمام"، مبينا أن"العراق "ليس لديه أي سيادة وهو يُدار من قبل إيران، وعلى الرغم من ذلك فإن إقليم كردستان يقف على قدميه، وأصبح أقوى ويتطور على نحو مستمر بما يجعله أفضل بكثير من العراق".
ومضى يقول "العراق لديه مؤسسات وأحزاب سياسية هزيلة، وإيران هي من تدير العراق، وإذا انهار العراق، فسيكون إقليم كردستان قادراً على أن يصبح مستقلاً، وإذا أصبح كذلك، فسيكون مكاناً مستقراً في المنطقة مما سيصب في صالح الغرب". 
وشدد ليفي على أن "المجتمع الدولي يجب أن يسمح للكرد بممارسة حقهم الديمقراطي وأن يكون لديهم بلدهم الخاص، فهم ما زالوا أكبر مجموعة عرقية في العالم من دون بلد".
وقال "يجب إصلاح هذا الوضع من خلال إقامة دولة للكرد لأنهم عاشوا دائماً تحت تهديد بغداد وكانوا تحت رحمة صواريخ الجماعات المسلحة الموالية لإيران، وبغداد ترد دائماً بالصواريخ عندما يختلف الكرد معها".
وأضاف ليفي، أن "الولايات المتحدة اقترفت خطأ تاريخياً عندما قررت عدم دعم استفتاء كردستان عام 2017، ما أدّى إلى تقدم الميليشيات الموالية لإيران لقتل الكرد في كركوك".
تصريحات انفصال اقليم كردستان لم تقتصر على ليفي فقط، وامتدت إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث وصف  مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، عدم اعتراف واشنطن بالاستفتاء السابق بـ"الخطأ الكبير".
ويضيف بولتون وهو أحد المؤيدين لاحتلال العراق في عام 2003، ان"هناك عدداً كبيراً من الأمريكيين ممن تعاملوا مع الكرد على مدى الأعوام الماضية يدعمون بشدة كردستان مستقلة".
وأضاف أن"ثمة سُبلاً لنيل الاستقلال، ويتمثل أحدها في مواصلة البحث عن أفضل الطرق لتحقيق الهدف الذي طال انتظاره لإعلان الاستقلال"، لكن بولتون أكد أن الدول المجاورة لا تريد ذلك وترفض بشدة، مشيراً بذلك على وجه الخصوص إلى كل من تركيا وإيران.
أما داخليا، فقادة الكرد وعلى رأسهم زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، يعتبر ان الاستفتاء الذي جرى في 25 ايلول 2017، وثيقة تاريخية على حق الكرد بتقرير مصيرهم، خاصة أن نسبة المؤيدين لاستقلال الاقليم كانت بحدود 92%.
ويؤكد سياسي كردي فضل عدم الكشف عن أسمه في حديث لموقعنا، ان"الاوضاع في العراق متجهة الى التصعيد أكثر وأكثر وان إقليم كردستان رغم استقراره، الا انه لا يريد استمرار التأزم بين الكتل السياسية".
ويضيف، أن"الاقليم مستعد للاستقلال، لكن ذلك يتوقف على عدة أمور من بينها الاتفاق مع بغداد وكذلك الاتفاق مع دول الجوار خاصة ايران وتركيا اللتان ترفضان استقلال الكرد".
ويشير إلى، ان"السنة هم الاخر يريدون اقامة اقليم شبيه باقليم كردستان، خاصة في ظل عدم قدرة المحافظات السنية على العمل والاعمار بظل الخلافات السياسية الشيعية بين التيار الصدري والاطار التنسيقي".