كتب معتز خليل :

جاء اللقاء الأخير الذي عقدته بعض من قيادات حركة حماس برئاسة صالح العاروري ، نائب رئيس المكتب السياسي  للحركة السبت في بيروت مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ليثير بعض من التساؤلات.
أبرز هذه التساؤلات هي السبب الذي يدعو العاروري إلى لقاء نصر الله في هذا التوقيت ، خاصة وأن العاروري أيضا التقى نهاية الأسبوع الماضي مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة.
بعض من منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية قالت أن هذه اللقاءات جاءت بناء على رغبة إيرانية للقضاء على أي أزمات أو خلافات وتشكيل ما يمكن وصفه بالجبهة الموحدة بعد أزمة العلاقات بين حماس والجهاد الإسلامي.
عموما يجب الإشارة إلى عدد من النقاط المهمة والدقيقة في هذا الصدد ، أولها أنهناك رأي عام فلسطيني داخلي يرفض تماما تعاطي الفصائل والقيادت الفلسطينية سواء حماس أو الجهاد مع إيران . 
ثانيا ان هناك رغبة استراتيجية وأكيده من قيادات هذه الفصائل لتوثيق العلاقات مع إيران ، ويؤكدون أن السبب الرئيسي وراء ذلك ما يسمونه بالتقاعس العربي في تقديم المساعدات إليهم ، والأهم من كل هذا أن هناك بالفعل أزمات تتعلق بنشاط هذه الفصائل ، وهي الأزمات التي تتفاقم خلال الفترة الأخيرة في ظل حالة التصعيد الاستراتيجي والعسكري مع إسرائيل ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية. 
صراحة أن ما يجري هو خلاف ويكشف عن هوة بين جيل الأبناء من النشطاء الفلسطينيين ، وبين جيل الآباء من القيادات، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل عن الحل لمواجهة هذه الأزمة؟ 
الحل بالنهاية يتمثل في الحوار ، وفتح أفق الحوار مع الشباب ، والأهم احتضان هؤلاء الشباب. أتذكر أن الرئيس الراحل ياسر عرفات قائد الثورة الفلسطينية كان يهتم بالمواهب ، ويتحاور معها ويناشقها في المستقبل الفلسطيني . 
وكان رحمه الله عليه يوصينا دوما خيرا بالشباب خاصة المعارض ويطلب من قياداتنا السياسية وزعماء الفصائل احتضان أي رأي مهما كان.
الأزمة دوما تأتي مع غياب الحوار ، والمشكلة تتفاقم دوما مع الاستئثار بالرأي والانفراد به ، وهو ما يفرض علينا فتح أفق الحوار مع الشباب وشرح السبب الذي يدفع الجهاد أو حماس للتواصل مع إيران أو أي طرف.