كتب معتز خليل:
أحيت الزيارة الأخيرة التي قام بها زعيم حماس خالد مشعل إلى الأردن الحديث عن عودة محتملة للعلاقات بين المملكة والحركة. كما ذُكر ، تم حظر حماس في الأردن منذ عام 1999 ، ولكن يبدو أن عددًا متزايدًا من الأصوات ينضم إلى أولئك الذين يطالبون بإلغاء هذا القرار.
والحاصل فقد باتت فلسطين الآن في أمس الحاجة إلى التكامل بين نشطاء حماس والجهاد ، خاصة في ظل التطورات الدقيقة الحاصلة في العالم والتي تؤثر سلبا على منظومة العمل الفلسطيني بصورة واضحة.
وقرأت أخيرا عدد من التعليقات التي تشير إلى إعراب عدد من نشطاء الجهاد الإسلامي من الميدانيين عن استيائهم مما يسمى "الظلم" الذي يخاطبهم قادة حماس ، ورغم التعبير العلني عن "الأخوة" بين حماس والجهاد الإسلامي ، إلا أن النشطاء يصرحون بأن هناك وجودًا قويًا للريبة والشك بين الحركتين ، وأن التصريحات العلنية تهدف إلى التعتيم على الواقع.
ومهما كانت الحقيقة فإن ما قامت به حركة حماس والجهاد من مصالحة علنية هو أمر مهم ودقيق ويصب في صالح العمل الفلسطيني ، وقد دعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى تصعيد المقاومة في الضفة الغربية، والتصدي للاحتلال والمستوطنين الذين يصعدون من جرائمهم، بعد شهر من الاعتداءات الإسرائيلية والحرب، التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، التي شاركت فيها «الجهاد»، دون مشاركة حركة حماس.
وباتت فلسطين الآن أمس إلى الوحدة أكثر من أي وقت مضى ، خاصة مع التصعيد الحالي في الضفة الغربية ، والذي ياتي على خلفية أزمة مالية حادة في السلطة الفلسطينية تجعل من الصعب عليها دفع رواتب منتسبي الأجهزة الأمنية، هذا الوضع يقوض شرعية السلطة الفلسطينية ويقوض سيطرتها على أجزاء كبيرة في الضفة الغربية خاصة الخليل ونابلس وجنين.
وقد أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي وخلال الساعات الأخيرة مشاورات أمنية عاجلة على خلفية تصاعد موجة العمليات في الضفة الغربية، والخوف من اندلاع انتفاضة جديدة، وجرت المناقشة بحسب ما أشارت إليه بعض من وسائل الاعلام الإسرائيلية بهدف فحص الأدوات والإجراءات الفورية لتثبيت الوضع الأمني في الضفة.
عموما فإن الترابط بين حماس والجهاد ومعهما جميع الفصائل الفلسطينية بات أمرا حيويا الآن ، وهو ما بات واضحا الآن في ظل التطورات السياسية الحالية التي تعصف بفلسطين.