ضمن جهودهم الرامية لمعرفة إمكانية استضافة المريخ لحياة في المستقبل، اكتشف علماء أدلة جديدة تشير إلى احتمال وجود مياه سائلة على "الكوكب الأحمر".

واستخدم فريق البحث الدولي، الذي ضمّ علماء من جامعة نانت وكلية دبلن الجامعية وجامعة كامبريدج وشيفيلد، البيانات الخاصة بأجهزة الرادار والتي تقيس السطح العلوي للغطاء الجليدي للمريخ، وذلك لتحديد الأنماط الدقيقة في ارتفاعه.


ثم أظهروا أن هذه الأنماط تتطابق مع تنبؤات نموذج الكمبيوتر لكيفية تأثير جسم مائي تحت الغطاء الجليدي على السطح.

واستعان الفريق بمجموعة متنوعة من التقنيات لفحص البيانات المأخوذة من القمر الاصطناعي Mars Global Surveyor التابع لوكالة "ناسا"، عن التضاريس السطحية لجزء من الغطاء الجليدي القطبي الجنوبي للمريخ حيث تم تحديد إشارة الرادار.

وكشف تحليلهم عن تموج سطحي بطول يتراوح بين 10 إلى 15 كيلومترا، يشتمل على منخفض ومنطقة مرتفعة مقابلة، وكلاهما ينحرف عن سطح الجليد المحيط بعدة أمتار.

ويشبه هذا التموج في الحجم التموجات فوق البحيرات الجليدية هنا على الأرض، لذا اختبر العلماء فيما إذا كان ذلك التموج على الجليد قابلا للتفسير على أنه يدل على وجود مائل سائل.


وأجروا بعد ذلك عمليات محاكاة حاسوبية لتدفق الجليد تم تكييفها مع الظروف المحددة للمريخ.

وبعد ذلك، قاموا بإدخال رقعة من التموج المنخفض في الطبقة الجليدية المحاكاة حيث سيسمح الماء، إذا كان موجودا للجليد بالانزلاق.

وولّدت تجاربهم تموجات على سطح جليدي محاكى كانت متشابهة في الحجم والشكل لتلك التي لاحظها الفريق على سطح الغطاء الجليدي الحقيقي.

وأشار التشابه بين نموذج الكمبيوتر للتموج والرصد الفعلي للقمر الصناعي، جنبا إلى جنب مع دليل رادار سابق لاختراق الجليد، إلى أن هناك تراكما للمياه السائلة تحت الغطاء الجليدي القطبي الجنوبي للمريخ.

ووتتفق نتائج الباحثين التي نشرت في مجلة Nature Astronomy، مع قياسات رادار مخترقة للجليد سابقة تم تفسيرها في الأصل لإظهار منطقة محتملة من الماء السائل تحت جليد المريخ.