مع استمرار الاحتجاجات في إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول الماضي، وتضامناً مع المدن الكردية التي شهدت مواجهات عنيفة مع قوات الأمن خلال الأيام الماضية، تجددت الإضرابات، اليوم الخميس، في عدة مدن.

فقد واصل أصحاب المتاجر في جوانرود غرب إيران، إضرابهم رغم الأجواء الأمنية بالمدينة، وأبقوا محلاتهم مغلقة تلبية للدعوات التي وجهت أمس الأربعاء من أجل تنفيذ إضرابات عامة في كافة أنحاء البلاد.

كما انضمت مدينة سميرم بمحافظة أصفهان، ومدينة بوكان في محافظة أذربيجان الغربية إلى الإضرابات الواسعة، بعد دعوات أطلقها نشطاء للتضامن مع الانتفاضة الشعبية، واحتجاجا على قمع المتظاهرين.
كذلك، أعلن عمال شركة "نيرو محركة" في قزوين شمال إيران الإضراب عن العمل، اليوم الخميس، استجابة لدعوات الإضراب في البلاد.
وأيضاً أظهر مقطع فيديو من مدينة "أورومية"، شمال غربي البلاد إضرابا واسعا في المدينة بالتزامن مع إضرابات لمدن أخرى، وبدت الشوارع خالية تماما من المارة.
"الشباب الثوار"
يأتي ذلك، استجابة لدعوة من مجموعة تطلق على نفسها "الشباب الثوار في إيران" إلى إغلاق المحلات والأعمال التجارية، اليوم الخميس، في عموم إيران، تضامنا مع المدن الكردية التي تتعرض للقمعِ الشديد هذه الأيام.

كما طالب "مركز تعاون الأحزاب الكردية في إيران" المنظمات السياسية والنشطاء المدنيين وكافة فئات الشعب الإيراني بتنظيم إضراب عام يوم الخميس 24 نوفمبر من أجل تعزيز الوحدة والتضامن ودعم الشعب الكردستاني..
يذكر أنه منذ مقتل أميني في 16 سبتمبر (2022) بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، لم تهدأ التظاهرات في البلاد.

فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام.

فيما ردت القوات الأمنية بطرق قمعية، عبر تنفيذ آلاف الاعتقالات وإطلاق الرصاص الحي على المحتجين، فضلا عن إصدار أحكام بالإعدام.